حقوق الانسان بالقدس الشرقية: حقائق ومعطيات

عملت جمعية حقوق المواطن في أربعة سنين الماضية لإظهار بعض المشاكل الناجمة عن الوضع القائم بالقدس وعن سكانها الفلسطينيين الذين يعانون من تهميش مستمر وإهمال منهجي, وتمييز, وسوء المعاملة اليومية التي تتجسد في انتهاكات لأبسط الحقوق الإنسانية. بغضون هذا تنشر جمعية حقوق المواطن تقرير خاصا يكشف النقاب عن الواقع الصعب الذي يعيشه السكان ويطرح تفاصيل كاملة وواضحة لهذه الصورة. حيث إن 74% من الأطفال يعيشون تحت خط الفقر بسبب عدم توفر فرص عمل كافية لذويهم. بالإضافة إلى إن 50% من طلاب الثانوية يتسربون من المدارس إلى أسواق العمالة السوداء بسبب الوضع الاقتصادي ولأجل الظروف التعليمية غير المناسبة كاكتظاظ الغرف الصفية, واستئجار البيوت وتحويلها إلى مدارس علما بأن هناك نقص حاد لحوالي 1000 غرفة صفية.

تخلل التقرير بعض الأمور المركزية وذوا أهمية عالية على المستوى الفردي والجماعي للسكان. الجدير بالذكر هو الفرق الصارخ في شروط الحياة المعيشية للسكان. إذ إن نسبة الفقر في المجتمع اليهودي في تصل إلى 30% وضعف العدد للسكان الفلسطينيين (60%), إن دوائر الشؤون الاجتماعية الموجودة بالعشرات في مناطق المدينة الغربية شبه معدومة للسكان الفلسطينيين في القدس الشرقية دائرة واحدة لكل 100,000 شخص. بالإضافة إلى 50,197 وحدة سكنية قد بنية لليهود على الأراضي التي صودرت من العرب بالمقابل لم تبنى أي وحدة سكنية واحدة للفلسطينيين بل بالعكس قد تم هدم 80 وحدة سكنية في السنة الأخيرة نتيجة ذلك بقي حوالي 300 شخص بدون مأوى بحجة عدم الترخيص مع العلم انه لا يوجد أي خطط هيكلية محدثة لترخيص أي بناء في المستقبل . إما على الصعيد الصحي فهناك نقص لحوالي 50 كلم من قنوات الصرف الصحي وازدياد عدد الآبار الامتصاصية. كما أن أكثر من 160,000 شخص لا ينعمون بتزويد مياه عذبه منتظمة.

لا يمكن التغاضي عن التمييز الواضح في المعاملة لسكان القدس الشرقية فأن الدوائر الحكومية والسلطات الرسمية تقوم بتضييق الخناق على كل من نطق اللغة العربية في المدينة المقدسة. فنشهد في الفترة الأخيرة تصاعدا “بتشريع” لانتهاكات حقوق الإنسان على ارض الواقع كاعتقال الأطفال دون 12 عام في جنح الظلام بدون أسباب تذكر. اعتقالات عشوائية تحقيقات وتوجيه تهم خطيرة للنشطين الاجتماعيين, وإغلاق المراكز الأهلية لأسباب تعتبرها السلطات أمنية. كل هذا يؤثر بالسلب على الوضع المعيشي القائم وعلى مستقبل جيل يعيش هذا الإهمال المنهجي في كل المجالات.

وقالت المحامية نسرين عليان من جمعية حقوق المواطن: القدس مركز الحوار الدولي, المدينة المتنازع عليها, ونقطة الخلاف في المحافل الدولية, التي عانت على مر الزمان من حروب واحتلال واستغلال. رغم تغيير السياسات والأنظمة والحكومات ووصولنا للقرن الواحد والعشرين فكل هذا لم يؤثر سوى بالسلب على الوضع القائم في المنطقة بشكل عام وعلى سكانها الفلسطينيين بشكل خاص. تصدرت القدس في السنة الأخيرة العناوين الرئيسية في الأخبار على جميع المستويات وعملت على إظهار بعض من المشاكل. ولكن وللأسف لم تتطرق هذه الأخبار إلى التفاصيل ولم تعتني بالأمور التي يعاني منها السكان الفلسطينيين بحياتهم اليومية وبقية متمركزة في الأمور الشكلية والسياسية. إن السكان الفلسطينيين يعانون من انتهاكات متواترة لحقوقهم ومن مضايقات يومية في جميع مجالات الحياة, أمور لم يتطرق في أثرها الإعلام. انتهاكًا يُبقيهم دون تعليم لائق، أو بنى تحتيّة كافية، أو جهاز رفاه اجتماعيّ داعم، ودون حماية من التنكيل.

Share and Enjoy:
  • LinkedIn
  • Twitter
  • Facebook
  • Print
  • email

קטגוריות: استمارات البلدية باللغة العربية, الإقامة والهويات, البريد, التخطيط والبناء, التربية والتعليم, الشرطة وحراس المستوطنين, الصحة العامة, الصرف الصحي, الماء والصرف الصحي, حرية الحركة وجدار العزل, حقوق سكان القدس الشرقيّة, حواجز الجباية, خدمات الرفاه الاجتماعي, خدمات الطب الطارئ

مفتاح :.

Comments are closed.