تهنئة رئيس الجمعية الأديب سامي ميخائيل بمناسبة عيد الفصح

الزميلات والزملاء الأعزاء

اعتدنا أن نسمي عيد الفصح العبري عيد الربيع والحرية. والطبيعة مخلصة دوما لنفسها، فالربيع احتفالي فعلا، ينعش القلب والنفس، لكن في الأيام الحالية يصعب رؤية العيد كرمز للحرية، نظرًا إلى أنه من الصعوبة الاحتفال بالفصح في ظل ما يلازمه من أجواء الملاحقة وقمع الحرية.

أتابع، كما لو أنني في خضم كابوس، مشاريع قوانين تهدف إلى تصفية حرية التعبير وحرية الصحافة. فنظام الحكم الحالي يدوس البثّ الجماهيري العام، ويشنّ هجمة ضارية ضد صحافيين ينتقدون سياسة الحكومة ومن يقف على رأسها؛ هذا النظام يعادي حرية التعبير لفنانين ويحاول أن يقيّد تمويل مؤسسات ثقافية ذات وجهات نظر سياسية تختلف عن وجهات نظر الحكومة، ويمس بحرية التعبير في الأكاديميا بواسطة صوغ شيفرات يتم بموجبها رسم حدود المسموح والممنوع.

أشاهد وزيرة العدل المتحمسة لتقويض أسس الديمقراطية من خلال الحدّ من خطوات المحكمة العليا وتقليص صلاحياتها. على مدى التاريخ الطويل للشعب اليهودي، تعلمنا على جلودنا أن قمع اليهود وملاحقتهم سبقهما سلب حرية الشعب الذي يستضيفنا وكم أفواهه. ويثير الفزع واقع أننا نحن اليهود، الناجين من القمع المعادي للسامية على مرّ عصور عديدة، أصبحنا معادين للسامية إزاء العرب مواطني إسرائيل، الذين يتم عرضهم كأعداء وليس كمواطنين متساوي الحقوق.

إن التحريض ضد العرب الذين يعيشون بين ظهرانينا والقمع في المناطق المحتلة يجريان بموازاة انهيار الديمقراطية في أوساط اليهود. وتتعرّض منظمات حقوق الإنسان إلى الملاحقة لمجرّد قيامها بتوجيه النقد إلى أجهزة الحكم. ويجري شجب نشطاء هذه المنظمات كخونة، وخصوصًا أولئك الذين يعارضون الاحتلال. وأقدم وزراء في الحكومة على إجراء معيب فحواه إعداد قوائم سوداء لمنظمات سياسية وشخصيات عامة. وتهدف هذه القوائم إلى إقامة بنك معلومات حول مواقف سياسية بما يحيل إلى ممارسات أنظمة ظلامية. وتشهد نزعات الانغلاق حيال حقوق الآخر، المُعاق، الفقير، ونزعات تأجيج الكراهية حيال الخصوم من جهة وحيال اللاجئين من جهة أخرى، ارتفاعًا كبيرًا، وهي تشكل عمليًا خطرًا حقيقيًا على الطابع الديمقراطي للدولة.

بالرغم من ذلك كله، فنحن في الجمعية عاقدون العزم على العمل بقوة أكبر من أجل الحفاظ على القيم الإنسانية. لقد عملنا من أجل الدفاع عن الحقوق الاجتماعية بما في ذلك منع قطع الكهرباء عن مواطنين يعيشون في فقر مدقع وعن طالبي اللجوء، وناضلنا في سبيل الدفع قدمًا بإصلاحات في مجال تلقي العلاج الطبي وتقليص الفجوات في الخدمات الصحية بين مركز البلد وأطرافه، وقدمنا استئنافًا ضد “قانون التسوية” الذي يجيز مصادرة أراض خاصة لآلاف الفلسطينيين، واستئنافًا ضد “قانون الإقصاء” الذي يعكس استبداد الأكثرية، ويسمح لأعضاء كنيست أصحاب مواقف ظلامية أن يطيحوا من خلال إجراء سريع بخصومهم من بين صفوف الأقلية، وعارضنا “قانون المؤذّن” الفظّ وأيدنا حل المشكلة بطريقة أشد لينًا.

لن نرتدع. وسنواصل الدفاع عن المستضعفين، وعن حرية التعبير للفنانين، والإعلاميين، والأكاديميين، والشخصيات العامة، والمنظمات المدنية، كما سندافع عن حرية الاحتجاج لكل من تتضرّر حقوقه.

سيكون النبيذ الذي سنتذوقه عشية عيد الفصح مُرًّا بعض الشيء، لكن ذلك ينبغي ألا يجعلنا مكتوفي الأيدي. سنواصل النضال ضد التمييز والقمع اللذين يفرضانهما علينا، وسنبذل كل ما في وسعنا كي يكون النبيذ في العام المقبل حلوًا أكثر.

كلي أمل أن نحظى نحن وجيراننا بالحرية في العام المقبل.

عيد ربيع سعيد للجميع.

سامي ميخائيل

رئيس الجمعية

 

Share and Enjoy:
  • LinkedIn
  • Twitter
  • Facebook
  • Print
  • email

קטגוריות: حقوق مدنيّة

مفتاح :.

Comments are closed.