عقدت جمعية حقوق المواطن في تاريخ 24.3.15 مؤتمرها السنوي الخاص بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العنصرية، وذلك بالتعاون مع مقر التعليم المدني في وزارة التعليم وكلية سمينار هكيبوتسيم.
وتناول المؤتمر، الذي شارك به عشرات المربيات والمربين والمحاضرين والمسؤولين في كليات إعداد المعلمين، مظاهر العنصرية المختلفة في المجتمع، وتبعاتها على الجو العام في المدارس والصفوف التعليمية، كما تطرق الى طرق التعامل التربوية مع مظاهر العنف والتمييز والإقصاء.
وحيّت مسؤولة قسم مواضيع الاداب والعلوم الاجتماعية في وزارة المعارف، السيدة اليراز كراوس الحضور، مؤكدةً على أهمية النشاطات التربوية لمناهضة العنصرية. بدورها استعرضت السيدة دانا فريدمان، رئيسة مقر التربية المدنية في وزارة المعارف، النشاطات التي يقوم بها المقر في جهاز التربية والتعليم، مشيرة الى التعاون مع جمعية حقوق المواطن، كما ودعت المدارس الى القيام بنشاطات واستكمالات لتأهيل الطواقم التربوية لمواجهة العنصرية.
في كلمة الافتتاحية، قال السيد شرف حسّان، مدير قسم التربية لحقوق الانسان في جمعية حقوق المواطن، أن ” هنالك أهمية خاصة للتفكير التربوي لمكافحة العنصرية، خاصةً على ضوء الازدياد الملحوظ بمظاهرها في المجتمع. في العقود الثلاثة الأخيرة، جربت برامج تربوية عديدة في جهاز التربية والتعليم، ولكن تفشي العنصرية يستوجب اعادة النظر في هذه البرامج وفي المفاهيم التي بنيت وفقها. هذا المؤتمر بمثابة فرصة لإعادة التفكير بالطرق التربوية القائمة وتحديثها. لقد ذهل الجميع من التصريحات العنصرية ضد العرب والنساء والشرقيين وآخرين خلال الانتخابات الأخيرة، ولكن التصرفات والتصريحات والاقوال المذهلة بالفعل، هي تلك التي تقال وتحدث في صفوف وباحات المدارس. ” في هذا الشأن، نوه حسّان أن جمعية حقوق المواطن اصدرت في هذا الاسبوع كتاب جديد باللغة العربية والعبرية، يوفر أدوات للتعامل التربوي مع سلوكيات عنصرية في الصف والروضة، ويقترح طُرُقاً للدمج بين التربية المناهِضة للعُنصرية في مواضيع دراسية عديدة، بما فيها تلك التي يُمكن أن تُعتبر غير مناسبة لهذا الموضوع مثل الإنجليزية والرياضيات والعلوم .
من ناحيته، قال الباحث البروفيسور يهودا شنهاف خلال مداخلته التي طرح من خلالها تعريف جديد للعنصرية أنه “بالعادة، لا نحب أن نفكر عن أنفسنا على أننا عنصريون ولا أن نعترف بأن العنصرية هي جزء لا يتجزأ من حياتنا. ولكن، للأسف، العنصرية هي ظاهرة ثقافية واسعة موجودة في كل مجتمع. ولهذا علينا أن نسأل “ما هي العنصرية؟” بدلاً من “من هو العنصري؟”. في كل مجتمع هناك فروقات بين بني البشر على أساس لون البشرة ومبنى الوجه أو الجسم. تبدأ العنصرية في اللحظة التي نُصنّف فيها أناساً على هذا الأساس ونستعمل هذه الفروقات لنفسّر دونية اجتماعية وتخلفاً ثقافياً، وبذلك نمنحها الشرعية؛ تبدأ العنصرية في النقطة التي نبدأ فيها بتصنيف الناس على أساس خصائص مختلفة وننسب إليهم صفات وقُدرات دونية أو تفوّق من خلال استعمال مصطلحات بيولوجية، ثقافية أو اجتماعية.” وتطرق شنهاف الى التصريحات العنصرية التي اطلقت خلال الانتخابات من قبل القيادات والشخصيات المختلفة مشيراً الى مدى وعمق عنصريتها.
وتمحورت مداخلة البروفيسور مرسيلو فاكسلير، من كلية سمينار هكيبوتسيم، حول طُرق تربوية قادرة على التعاطي مع مظاهر العنصرية والتمييز في الصف من خلال فرضية أساسية مؤدّاها أنه كلما تدرّب التلاميذ في حياتهم اليومية وفي الصف على خيارات بديلة للعلاقات بين أشخاص مختلفين فإنهم يذوّتون سلوكيات ومشاعر وتفكير مركّبة مناهضة للعنصرية والتمييز.
وفي المناظرة الطلابية الشيقة بين طلاب ثانويين، ناقش الطلاب آليات العقاب لمن يتفوه بعبارات عنصرية داخل المدرسة، وهل يسمح لإدارتها إبعاد طالب عن دراسته بسبب تفوهات عنصرية، وقد عرض الطلاب إدعاءات داعمة لاقتراح القانون الحكوميّ والذي صيغ بهذه الروح، فيما عرض طلاب آخرون وجهة نظر المعارضة التي إدعت ان مكافحة العنصرية تتم عبر آليات تربوية وليست عقابية. وقد أجمع المشتركون في المؤتمر على هذا التوجه.
لقراءة الحقيبة التربوية التي أعدها قسم التربية لحقوق الانسان في جمعية حقوق المواطن للتربية ضد العنصرية من سن الروضة وحتى الثانوية.