نحن نقف على عتبة عيديْن هامّيْن للسكان اليهود وللسكان المسلمين: رأس السنة العبريّة وعيد الأضحى.
ما زال كدر الحرب الأخيرة طاغيًا من حولنا، تلك الحرب التي ألحقت الكوارث والقتل والدمار. بعد خبوّ النار المُميتة، ظلّت بيننا سحب دخان سامّة من انتهاك حريّة التعبير في إسرائيل، ومن العنصريّة تجاه السكان العرب. وقد ألقيت أعباء هذه الحرب الاقتصادية، ثانيةً، على عاهل الطبقات المستضعفة، التي تعاني غلاء المعيشة في واقعها اليوميّ المعتاد. لقد أضحى المجتمع أكثر عنفًا، الواحدَ تجاه الآخر، فيما تعمّقت الفجوات المخزية بين الفقراء والأغنياء بدرجات كبيرة.
الاحتفال المريح في مثل هذا الوضع مسألة صعبة. ومع ذلك، فإنّ الأعياد تهدف للتعبير عن تفاؤل الإنسان المثابر في وجه الأخطار والتهديدات. ومع مطلع السنة العبريّة الجديدة، نحن نتمنّى مستقبلاً لنبني فيه المساكن لا لنهدمها، وأيامًا من الجيرة الحسنة لا كراهية الغير، وزمنًا يحظى فيه الجميع بسُفرة لائقة، فلا يأكل أحد من بيننا طعامَه بجانب طاولة فقيرة بائسة.
نحن نتمنّى أن ننجح في تبيان الطريق الصحيحة من أجل الاحتفال بالعيديْن بسكينة وسلام، برفقة كلّ المعوزين بيننا، وإلى جانب جيراننا.
نحن نتمنّى أن نحظى بالعيش في مجتمع أفضل وأكثر عدلاً، وأن نرفع عيوننا صوب ابتسامة الغد المضيئة.
كل عام وأنتم بخير
وأضحى مبارك
سامي ميخائيل
