ثماني منظمات حقوقية (منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان – بتسيلم – مسلك، مركز للدفاع عن حرية الحركة – جمعية حقوق المواطن– اللجنة العامة لمناهضة التعذيب – ييش دين – شومريه مشباط – حاخامات لأجل حقوق الإنسان– محسوم ووتش،لا للحواجز-) تتوجه لوزير الأمن الاسرائيلي والى رئيس أركان الجيش وتطالب: يجب العمل فوراً لوضع منظومة لإخلاء الجرحى في قطاع غزة
تشير بعض المعلومات التي وردت أثناء الليل، في أعقاب الاجتياح العسكريّ، إلى أنّ حركة سيارات الإسعاف لنقل المصابين والإخلاء الذاتيّ لمواطنين من مناطق مقصوفة/ بيوت قُصفت، ليسا ممكنيْن، وذلك بسبب إطلاق النار الجارف والمكثف في المناطق السكنيّة.
أمس، ونحو الساعة 21:00، بدأ ورود التقارير المتعلقة بمستشفى الوفاء التأهيليّ الموجود في حيّ الشجاعيّة، حيث تشير التقارير الإعلاميّة إلى أنّ المستشفى موجود بقرب مخزن قذائف جرى قصفه في وقت لاحق. وفي الوقت نفسه، كان يمكث في المستشفى 17 مريضًا بحالات صعبة (إذ يمكن أن يؤدّي إخلاؤهم إلى المسّ بصحّتهم) وأفراد طاقم وناشطون دوليّون أجانب. وقد حذّرت منظمّتا أطباء من أجل حقوق الإنسان وبتسيلم، سلفًا، من وجودهم في المبنى، ولكن رغم ذلك، وبعد تحذيرات أخرى وصلت المستشفى (من الجيش)، أصيب مبنى المستشفى. وفي هذه الحالة، كان بالإمكان في نهاية المطاف إخلاء المبنى بعد تدخّل وضغوطات من جهات عديدة.
وفي حالة أخرى تواصلت طيلة الليل، توجّهت عائلة السواركة في منطقة بيت لاهيا إلى منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان بنداء استغاثة يائس لإخراجهم من خط النار. وقالت العائلة، التي يصل تعداد أفرادها إلى عدة عشرات منهم النساء والأطفال، إنهم موجودون في أرضيّة بيتهم الذي أصيب جراء القصف ومن حولهم إطلاق نار مكثف. وأصيب بعضهم وهم بحاجة للعناية الطبيّة. سيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر والتي حاولت الاقتراب من الموقع، كما في مواقع أخرى في المنطقة، لم تنجح في أداء مهامها بسبب إطلاق النار والخطر التي يتهدّدها. ولساعات جرت عدة محاولات للاتصال بجهات مختلفة لمساعدة العائلة. وفي الفجر انقطع الاتصال بالعائلة، ولكن يبدو أنّ عددًا من أفراد العائلة قد تركوا الموقع أثناء الليل.
نشير هنا إلى أنّ الجيش الإسرائيلي التزم، كجزء من استنتاجات “الرصاص المصبوب”، بالقيام بواجبه وبتجهيز منظومة تنسيق تسمح بإخلاء الجرحى وبتنقّل سيارات الإسعاف خلال فترة زمنيّة معقولة. وقد اتضح من الحالات التي وقعت أمس، أنّ هذه المنظومة غير ناجعة بما يكفي، حتى لو كانت موجودة على الورق. في ضوء ذلك، نحن ندعو للعمل الفوريّ من أجل وضع منظومة لإخلاء الجرحى في مناطق القطاع.
نحن ندعو لضمان عمل أطقم الإنقاذ في قطاع غزة، والسماح لها بأداء مهامّها من دون تعريضها للخطر، وذلك من أجل ضمان الحفاظ على مبدأ قدسيّة الحياة، ومن أجل الامتناع عن تأخير عملية إخلاء المصابين، إذ قد يكون هذا التأخير حاسمًا وقد يؤدّي إلى موت ضحايا آخرين.
زدْ على ذلك، وفي ضوء الصعوبة التي يواجهها المدنيّون بالخروج من المناطق التي ترزح تحت وابل النار، فإننا ندعو الطرفيْن للسماح بوجود رواق آمن للمدنيّين الذين يرغبون بمغادرة المناطق الخاضعة للقصف، في سبيل إنقاذ حيواتهم، والسماح لهم بالتجمّع في مناطق آمنة.
للرسالة التي بُعثت هذا الصباح في هذه المسألة إلى وزير الأمن وقائد الأركان