وتطالب المفتش العام للشرطة بالتدخّل الفوريّ لضمان عدم تجاوز قوات الشرطة للأحكام والصلاحيّة وبتمرير رسالة واضحة من أجل اجتثاث العنف الشرطيّ المُوجّه ضدّ سكان القدس الشرقيّة.
توجّهت جمعية حقوق المواطن صباح اليوم، 16.7.14، الى المفتش العام لشرطة اسرائيل، يوحانان دنينو، مستعرضة إفادات وتقارير حول تجاوزات خطيرة في مسلكيّات قوات الشرطة وحرس الحدود في أحداث الأسبوعيْن المنصرميْن في القدس الشرقية. وطالبت الجمعية في رسالتها بالتدخّل الفوريّ لضمان عدم تجاوز قوات الشرطة للأحكام والصلاحيّة. كما طالبته بتمرير رسالة واضحة، تكون مرفقة بخطوات عمليّة، حول نشاطات الشرطة في القدس، من أجل اجتثاث العنف الشرطيّ المُوجّه ضدّ سكان القدس الشرقيّة.
وجاء في الرسالة التفصيلية للمحامي يوسف كرام، بإسم جمعية حقوق المواطن، ان الإفادات التي وصلت الجمعية تثير تخوّفًا كبيرًا من أنّ قوات الشرطة مارست العنف الجسيم والمبالغ به ضدّ السكان الفلسطينيّين، والتي أدّت إلى إلحاق الكثير من الأذى الجسديّ. كما اتّضح من الإفادات أنّ سكانًا فلسطينيّين من أماكن مختلفة في القدس اعتدت عليهم قوات الشرطة أو حرس الحدود، في جميع أجزاء أجسادهم، وذلك من خلال استخدام العنف المفرط. وقد تلقى بعضهم ضربات مباشرة بالرأس، ألزمت تقديم العناية الطبيّة الطارئة.
كما فصل المحامي كرام في رسالته عدة تجاوزات للأحكام والنظم لدى قوات الشرطة الناشطة ميدانيًّا منها الاستخدام المنفلت للرصاص الاسفنجيّ وإطلاق النار على صحافيّين، استخدام الغاز المدمع داخل حارات سكنية مكتظة، استخدام سيارة “الماء الآسن”، التي صوّبت مياه المجاري باتجاه شبابيك الكثير من البيوت والحوانيت، مما يثير الاشتباه بأنه جرى تشغيلها على شكل عقاب جماعي للسكان، هذا اضافة الى المس الجسيم بالممتلكات الخاصة.
وأورد المحامي كرام في رسالته شهادة الشاب مجدي ربيع ابن الـ21 والذي نجا من محاولة دهس عند مفترق التل الفرنسي. ووفقما قال مجدي، حاولت سيارة دعس ثلاثة عابري سبيل من بيت حنينا. فشلت محاولة الدعس وعادت السيارة لتسير إلى الخلف كي تدعسهم ثانية، وعندما فشلت هذه المحاولة أيضًا، نجح الثلاثة في إنزال السائق من السيارة، الذي كان إسرائيليًّا يهوديًّا وفقما قال السكان. ويقول ربيع في إفادته، إنّ الشرطة التي كانت حاضرة في الموقع لم تتدخّل إلا في هذه المرحلة. وسمح الشرطيّون للسائق بالفرار من الموقع وقامت الشرطة بضرب السكان ضربًا مبرحًا في الرأس وسائر أعضاء الجسد. نُقل الثلاثة إلى مستشفى هداسا عين كارم لتلقي العناية الطبّيّة، ولم تُقدّم للآن شكوى إلى وحدة التحقيق مع الشرطيّين.
كما أورد كرام افادات اخرى قامت الجمعية بتوثيقها تفيد بالاشتباه بقيام الشرطة في القدس، في حالات عديدة، باستخدام الرصاص الاسفنجيّ بشكل جارف ومن دون أيّ رقابة أو كبح على ما يبدو، وذلك أثناء تفريق المظاهرات. ويثير حجم الإصابات بالرصاص الاسفنجيّ في أحداث الأسبوعيْن الأخيريْن الاشتباه، بأنّ استخدام هذا الرصاص تمّ خلافًا للقواعد الشرطيّة، التي تشدّد على أنّ الحديث يدور عن “وسيلة قد تشكّل الإصابة بها في الجزء العلويّ من الجسد الخطرَ. وبناءً على الإفادات التي وصلت الجمعية، فقد أُصيب سكان بإصابات ناجمة عن رصاصات اسفنجيّة في الجزء العلويّ من الجسد، بما في ذلك برؤوسهم.
هذا وطالبت الجمعية من المفتش العام للشرطة بالتدخّل الفوريّ لضمان عدم تجاوز قوات الشرطة وحرس الحدود للأحكام والصلاحية ولوقف المسلكيات الجنائية فوراً. كما طالبته بتمرير رسالة واضحة، تكون مرفقة بخطوات عمليّة، حول نشاطات الشرطة في القدس، من أجل اجتثاث العنف الشرطيّ المُوجّه ضدّ سكان القدس الشرقيّة. كما طالبت بإجراء فحص مكثّف حول ما إذا كان خيار الشرطة باستخدام وسائل تفريق المظاهرات تناسبيًّا ومعقولاً، وهل جرى ذلك وفقًا للأحكام والنظم، وهل كانت ثمة وسائل بديلة كان يمكن استخدامها، وإلى أيّ مدى جرى استخدام القوة في ضمن إطار أحكام القانون.
وعقّب المحامي يوسف كرام قائلاً ” ان الشهادات والتقارير المقلقة التي وردتنا تثير الاشتباه حول تجاوزات خطيرة للأحكام ولصلاحيات أفراد الشرطة، تصل الى حد الاعمال الجنائية الفعلية. الخشية من أعمال انتقامية لأفراد الشرطة تمنع العديد من المقدسيين تقديم الشكاوى لوحدة التحقيق مع الشرطة “ماحاش”، ولهذا هنالك اهمية قصوى لتدخل قيادة الشرطة الفوري من أجل اجتثاث العنف الشرطيّ المُوجّه ضدّ سكان القدس الشرقيّة.”
لقراءة الرسالة (باللغة العربية)
لقراءة الرسالة (باللغة العبرية)
رد الشرطة (من تاريخ 17.7.14)
توجه وزارة العدل لشرطة اسرائيل في اعقاب الرسالة (من تاريخ 30.7.14)