تهنئة رئيس جمعية حقوق المواطن، سامي ميخائيل، بمناسبة حلول عيد الفصح

سامي ميخائيل. تصوير: توم رفيف

لن تكون هذه الوفرة دائمة ولن تكون الحرية قويّة إلا إذا كانت هذه الأمور من نصيب جيراننا ومن نصيب الفقراء والمحتاجين بيننا.

الأخوات العزيزات والإخوة الأعزاء،

 منذ أجيال عديدة وعيد الفصح اليهوديّ مرتبط بقيمتيْن أساسيتيْن مُقدّستيْن. الأولى، الحرية الإنسانية وتعني إلغاء أيّ شكل من أشكال القمع. لن نكون شعبًا حرًا أبدًا ما دمنا ننتهك حقوق جيراننا وحقوق اللاجئين الذين يقرعون أبوابنا. القيمة الثانية هي الحقّ الأساسيّ المكفول لكلّ إنسان بالتمتع بنعمة الغذاء. “كلّ جائع يأتي ويأكل، كلّ محتاج يأتي ويشارك في الفصح”.

وفيما نقرأ قصة الفصح التي تأتي لتغرس في روحنا هاتيْن القيمتيْن، فإننا نشهد قيادة الدولة ممثلة بكلّ أذرعها تنتهك ما يعنيه هذا العيد الجميل، يوميًا. إسرائيل واحدة من أكثر الدول ثراءً في العالم، إلا أنّ مدى الفقر فيها  مُروّع. ثمة الكثير من الصور الصعبة التي تلتقط أناسًا يرزحون تحت نير وطأة المعيشة. الكثير الكثير من المشرّدين. الكثير الكثير من الأطفال الفقراء، الكثير من المُسنّين الذين يعانون البرد في الشتاء والحرّ في الصيف، ولا يستطيعون شراء الأدوية اللازمة لهم. ثمة الكثير الكثير من عمليات اعتقال طُلاب المأوى، وثمة الكثير من نقل الممتلكات العامّة إلى الملكيات الخاصّة والجّشِعة. هذه الأيدي تمتهن السرقة جدًا، مثل أيدي شركات المياه التي رفعت أسعار المياه بشكل كبير ومن دون حساب، وهي تقوم بسهولة بالغة بقطع هذا العنصر الحيويّ والأساسيّ عن العائلات. إنّ التقليص الحاصل في كلّ الخدمات الاجتماعية هو كيديّ ومؤلم.

لقد تحوّلت العنصرية وكراهية الآخر إلى قوت للجماهير يُسمّمون به روح الشعب، ابتداءً بملاعب الرياضة وانتهاءً بالإرهاب الذي يزرعه المستوطنون بين السكان الفلسطينيين في المناطق المحتلة. وتتمتع إسرائيل اليوم بمياه غزيرة بفضل التقنيات المتطوّرة. نحن نسمح لأنفسنا بتحويل الطرق الرئيسية لبساتين أزهار، فيما تُقطع المياه عن الحنفيات في منازل عشرات الآلاف من سكان القدس الشرقية، وتكون المياه مقطوعة عن الفلسطينيين في الغالب.

يجب أن نتذكر عشية عيد الفصح، أنّ الوفرة التي سيقدّمها جزء من السكان على طاولاتهم ستكون ظاهرة عابرة ما دام هناك الكثير من الطاولات فارغة، وما دام السكن الشعبيّ في تضاؤل ومواطنون سيُلقى بهم خارج منازلهم إلى الشارع، وما دام الظلم سيلحق بمجموعات سكانية مختلفة في المجتمع، وما دام اللاجئون سيُسجَنون، وما دام المزيد من الأطفال الفقراء سيبيتون لياليهم ببطون خاوية. لن تقوى أيّ طائرة متقدّمة أو جيش مسلح على تدعيم أمننا ما دُمنا ندوس حرّيات الآخرين. الزهور لن تُزهر في بساتيننا طويلاً ما دام أناس بيننا وجيراننا العطاشى سيفتقرون لقطرة الماء.

لن تكون هذه الوفرة دائمة ولن تكون الحرية قويّة إلا إذا كانت هذه الأمور من نصيب جيراننا ومن نصيب الفقراء والمحتاجين بيننا.

نتمنّى أن نحتفل بعيد الحرية والعدالة الاجتماعية في السنة القادمة بتفاؤل أكبر. الأمر مَنوط بنا، ونحن المسؤولون عن ذلك.

وليحلّ علينا عيدا الفصح، اليهودي والمسيحي، بالخيرات.

عيد ربيع سعيد لنا جميعًا.

باحترام،

سامي ميخائيل

رئيس جمعية حقوق المواطن في إسرائيل

Share and Enjoy:
  • LinkedIn
  • Twitter
  • Facebook
  • Print
  • email

קטגוריות: حقوق مدنيّة

مفتاح :.

Comments are closed.