
في احدى دول العالم والتي تعاني من عدم مساواة بشكل صارخ، قاموا بتقليص ضمانات الاطفال الاجتماعية بحجة “انعدام الموارد الاقتصادية”. بعدها اكتشفوا وجود الموارد، الا انهم لم يعيدوا ضمانات الاطفال الاجتماعية. نتيجة لذلك انخرط عشرات الاف الاطفال تحت خط الفقر. الدولة المذكورة هي هنا.
في احدى دول العالم والتي تعاني من شح في مخزون المساكن الشعبية والاقل بالاف الاضعاف من الدول الغربية، تقوم الحكومة بدفع اقتراح قانون يقضي على ما تبقى من مخزون المساكن الشعبية. الدولة المذكورة هي هنا.
في احدى دول العالم حيث يعاني خُمس السكان من التمييز الممنهج، يقوم البرلمان بمبادرات لتشريع وتطوير هذه الممارسات. الدولة المذكورة هي هنا.
في احدى دول العالم حيث نسبة الاعتراف باللاجئين وطالبي اللجوء يقترب من الصفر، يقوم المستشار القانوني باعطاء الضوء الاخضر للاستمرار التنكيل المؤسساتي بمن هربوا اليها، ظنا منهم انها ستوفر لهم تعامل اكثر انسانية، عدلا ولربما ان يكون على مستوى لا يسمح باعتقال الاطفال، الا ان هذه الدولة المذكورة والتي تعتقل اطفالا هي هنا.
هذه الامثلة، والكثير الكثير، كله يحدث هنا، في دولة اسرائيل وفي الاراضي المحتلة من قبلها. كل هذا دون التطرق للمخطط الهادف لمصادرة اراضي البدو في النقب من اصحابها، لقطع المياه عن الناس او للنهج القائم في الاراضي المحتلة بحيث يحصل الاسرائيليون على حقوق ويحصل الفلسطينيون على احتلال عسكري. كل المذكور يحدث هنا.
على ضوء المذكور اعلاه، ومع اقتراب العاشر من كانون الاول\ديسمبر يوم حقوق الانسان العالمي، ما الذي نستطيع ان نحتفل به؟
قد لا نستطيع ان نحتفل ولكننا نستطيع ان نحترم. نحترم سكان القرى غير المعترف بها في النقب. وهو اكثر جمهور مضطهد في الدولة منذ ثلاثة اجيال، الحكومة تحرض ضده ويهدمون له بيوته وخيامه. هؤلاء هم الشجعان، انهم ايضا هنا: لا ييأسون، يستمرون ويناضلون من اجل حقوقهم.
نحترم اصحاب الاحقية في المساكن الشعبية. والذين يعيشون دون الدعم والذي لا يكفي ليساعد بدفع اجار الدار، وهنا يطرح السؤال وهو هل يمكن وبلا الشعور بالامان تحت سقف بيتك، ان تقوم بالبحث عن عمل وتربية عائلة في هذه الحالة؟ الا ان هؤولاء هم الشجعان هنا: فهم لا يتنازلون، يصرون على التربية والعمل، يستمرون ويناضلون على حقوقهم.
نحترم الاف طالبي اللجوء والذين ما زالوا معتقلين في ساهرونيم بعد شهرين واكثر منذ ان صدر الحكم باطلاق سراحهم. هل يعلمون عن الجهد التشريعي والهادف الى الاستمرار باعتقالهم؟ هؤلاء هم الشجعان هنا: لاييأسون رغم سجنهم الظالم، لا ييأسون وما زالوا يأملون للحرية ولمستقبل افضل.
القائمة تمتد: كل الناس وخصوصا الذين يعانون من المس بحقوقهم، هم هم الاهداف للقمع، للتمييز والاضطهاد اولئك هم من لا ييأسون ويستمرون بالنضال على حقوقهم ومن اجل حقوق كل الناس. لهم وعلى شرف تفاؤلهم، والاصرار على ان لا يتنازلوا ولا ييأسوا، حاملين الأمل واليقين انه وفي نهاية المطاف سيفشل القمع، الاضطهاد وستدنو العدالة لهم\ن ولكم\ن، نحن نحيي يوم حقوق الانسان: الان في 2013، وفي كل عام. لا نيأس ولا نتنازل، نستمر ونناضل معا من اجل حقوق كل واحد وواحدة منا.
حجاي العاد
مديرجمعية حقوق المواطن