تعليمات قائد الأركان التي أصدرها إلى سلاح الجو

توجهت جمعية حقوق المواطن، بتاريخ 24.7.06 إلى وزير الدفاع، بشان تعليمات قائد الأركان التي أصدرها إلى سلاح الجو، حسب ما نشرته وسائل الإعلام، بقصف المباني العالية في بيروت ردا على إطلاق قذائف الكاتيوشا على حيفا: يجب إصدار التوجيهات إلى قائد الأركان للعدول عن مثل هذه التعليمات المرفوضة؛ يجب الكف فورا عن المس غير المميّز بالمدنيين اللبنانيين.

24 تموز 2006

حضرة
السيد عمير بيرتس
وزير الدفاع

تحية طيبة وبعد،

الموضوع: تصريحات وتعليمات قائد الأركان دان حالوتس

نتوجه إليك بهذا فيما يتعلق بتصريحات قائد الأركان الميجر جنرال دان حالوتس الذي، كما أفادت وسائل الإعلام، كان قد أصدر تعليماته إلى سلاح الجو القاضية بأنه “مقابل كل وابل من قذائف الكاتيوشا يسقط على حيفا – يجب قصف “عشرة مبان أخرى يصل ارتفاعها إلى 24 طابقا في حي الضاحية الجنوبية في بيروت”.

يأتي توجهنا هذا استمرارا لكتابنا الذي أرسلناه إليك وإلى رئيس الحكومة، بتاريخ 20 تموز 2006، الذي تناول المس اللاذع بالسكان المدنيين في إطار عمليات الجيش في لبنان. لقد ناشدناكما في الكتاب بإصدار توجيهاتكما إلى قوى الأمن بالكف عن المس العشوائي بالمدنيين اللبنانيين، بمنازلهم، بممتلكاتهم وبالبنى التحتية المدنية الحيوية، واتخاذ الخطوات اللازمة بهدف تقليص مثل هذا المس إلى الحد الأدنى الذي لا يمكن تفاديه. كما وأشرنا في كتابنا، من بين أمور أخرى، إلى ما يلي:

صدرت في الأيام الأخيرة تصريحات في وسائل الإعلام، ومن بينها تصريحات أدلى بها رئيس الأركان دان حالوتس، مفادها أن لبنان تدفع ثمنا باهظا مقابل الهجمات التي تُشنّ من أراضيها، وأنهم “ابتلعوا إلى أحشائهم سرطانا وعليهم استئصاله”. مثل هذه التصريحات تزيد الشكوك بأنه من بين عمليات الجيش الأخيرة، هناك رغبة في دب الرعب بين أوساط المدنيين اللبنانيين وتلقينهم درسا بسبب تواجد حزب الله في الدولة. كما وتم التبليغ عن مئات آلاف المدنيين اللبنانيين الذين اضطروا إلى النزوح من بيوتهم في أعقاب المناشير التي نشرها الجيش الإسرائيلي. تبين هذه التقارير مدى أهمية إظهار الخط الدقيق الذي يجب التشديد على عدم عبوره، والفاصل بين تحذير المدنيين من الخطر المتعلق بتواجدهم على مقربة من مناطق القتال، وبين سياسة واضحة من التخويف وبسط الإرهاب على سكان مدنيين، التي يمنعها القانون الإنساني الدولي منعا باتا.

لا يمكن تحييد التصريحات الأخيرة التي صرح بها قائد الأركان عن أقوال تفوه بها في الماضي، بظروف لا تختلف كثيرا، عندما كان يتقلد منصب نائب رئيس الأركان، والتي قال عنها قضاة محكمة العدل العليا بشكل واضح:

“يلزم العقل بأن يعرف الشخص الذي يشكل قدوة للكثيرين غيره كيف ينتقي كلماته بحذر، وكيف يزن، مسبقا، التأثيرات التي يمكن أن تلحقها، قبل أن يتفوه بكلمات سافرة ومستفزّة”.
ملف محكمة العدل العليا 5757/04 هس ضد قائد الأركان، الميجر جنرال دان حالوتس (2005)

غير أنه في هذه المرة، أكثر من أي وقت مضى، فإن التفوهات غير المقبولة التي تفوه بها قائد الأركان لا تقتصر على كونه يشكل قدوة للآخرين، بل أن أقواله السافرة هي بمثابة أوامر تنفيذية، يتم إصدارها إلى قوات الجيش في هذه الأيام.

إن إلحاق الضرر بالمدنيين وبالبنى التحتية المدنية وانتهاج سياسة واضحة من التخويف وبسط الإرهاب على سكان مدنيين، ممنوع منعا باتا في إطار القانون الإنساني الدولي، حتى أنها من الممكن أن تصل إلى حد جرائم الحرب. لذلك يبدوا أن راية سوداء من انعدام القانونية ترفرف، من الناحية الواقعية، فوق هذه الأوامر التي أصدرها قائد الأركان. إضافة إلى ذلك فإن المس الكبير وغير القانوني المنتهج ضد مواطني إسرائيل لا يبرر إصدار مثل هذه الأوامر غير القانونية.

يجب عدم المبالغة في حدة الوضع الذي نشأ في أعقاب هذه التعليمات، التي تبدو للوهلة الأولى وكأنها توجّه العمليات العسكرية التي تنفذها دولة إسرائيل.

على خلفية حقيقة كون هذه التصريحات ليست تصريحات قائد الأركان الوحيدة، نحن نطالبك بأن توضح لقائد الأركان أن الانتقام، كدافع للعمليات العسكرية، ناهيك عن عدم الفائدة التي يمكن جنيها منه، مرفوض وممنوع منعا باتا. نحن نطالب أيضا بمنح تعبير علني لهذا التوضيح.

استنادا إلى ذلك، نطلب منك إصدار توجيهاتك إلى قائد الأركان، من دون تأجيل، للعدول عن هذه التعليمات المرفوضة والتوضيح لقوات الأمن بأنه يجب الكف فورا عن المس العشوائي بالمدنيين اللبنانيين، بمنازلهم، بممتلكاتهم وبالبنى التحتية المدنية الحيوية، واتخاذ التدابير المطلوبة لتقليص مثل هذا المس إلى أدنى حد ممكن لا يمكن تفاديه.

باحترام،

دان يكير، محام
المستشار القانوني

Share and Enjoy:
  • LinkedIn
  • Twitter
  • Facebook
  • Print
  • email

קטגוריות: القانون الإنساني الدولي, حقوق مدنيّة

مفتاح :.

Comments are closed.